بالجبّارين، من أمثال زياد ابن أبيه، ثم ابنه عبيدالله، ثم الحجّاح بن يوسف الثقفي، الذين تتبّعوا شيعة علي وبنيه فأذاقوهم ألوان العذاب. ظلّت هذه الأنحاء ـ الحجاز والعراق والشام ـ تضطرب بالفتن والقلاقل، ولم ينج من ذلك إلاّ مصر التي جعلها الله كنانته في أرضه، وقد أصبحت معقل الإسلام ودار الأمان. ولقد ورد في فضائل مصر أخبار كثيرة، خصّها الله بالذكر في كتابه الكريم في مواطن متعددة[64]، كما جاء عن عيسى (عليه السلام) أنّه مرّ بسفح «المقطم» في أثناء ذهابه إلى الشام، فالتفت إلى أُمه وقال لها: «يا أماه، هذه مقبرة أُمة محمد (صلى الله عليه وآله)»[65]. وبغضّ النظر عن ثبوت هذا الخبر أو عدم ثبوته، فإنّه يدلّ على فضل مصر، وأنّها