والاعتبار ممّا أوجبه الشرع الذي شرّع الزيارة والدعاء. بل كيف يكون الشرك والزائر حين يدخل المسجد يصلّي لله تحية المسجد أولاً، فيعظّم ربّه، ويسجد له، ويشهد أنّه لا إله إلاّ هو شهادة توحيد خالص؟! ومن هنا، فإذا كان الهجر لكلّ مسجد فيه قبر، لهجر المسجد النبوي الشريف والصلاة فيه بعد إدخال القبر فيه في عهد عمارة عمر بن عبدالعزيز له، ولما كانت الصلاة فيه بألف صلاة[51]. ولقد قال (صلى الله عليه وآله): «ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة» والحديث برواية البزّاز، وهو بسند صحيح[52]. وقد قال النووي: يسنّ الإكثار من زيارة القبور، وإكثار الوقوف عند قبور أهل الخير والصلاح[53]. كما قال ابن الحاج في مدخله: ما زال العلماء كابراً عن كابر، مشرقاً ومغرباً، يتبرّكون بزيارة قبور الصالحين، فإنّ بركتهم جارية بعد موتهم، كما كانت في حياتهم[54]. وكذلك قال الإمام الغزالي (رضي الله عنه) ـ كما نقل عنه ابن الحاج في مدخله ـ إنّ السفر لأجل العبادة يدخل في جملة زيارة قبور الأنبياء والصحابة والتابعين وسائر العلماء والأولياء[55]. فما القول بعد هذا في زيارة أضرحة أهل البيت الذين دعانا رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى مودّتهم ومحبّتهم، وحدّث عن فضلهم؟! فمن اعتقد خلاف ذلك فهو المحروم. وقد اهتم كثير من المسلمين بزيارة أضرحة آل البيت، كما اهتمّوا بزيارة