مشايخهم أينما كانوا، مستندين إلى كلام جاء في «نور الأبصار» للشبلنجي قال: فإنّ الأنوار التي على أضرحتهم شاهد صدق على وجودهم بهذه الأضرحة، ولا ينكر ذلك إلاّ من ختم الله على قلبه، وجعل على بصره غشاوة[56]. كما قال: إنّ مثل هذه الأشياء تؤخذ بحسن النية، فإذا كان صاحب المزار غير موجود فيه فإنّ ثواب الزيارة يحصل، كما أنّ الزيارة تصل إليه في أيّ مكان أينما كان[57]. وكما قال العلاّمة العقاد: إن لم تكن هذه الأماكن التي دُفن فيها رأس الإمام الحسين ـ وسمّاها في أنحاء العالم الإسلامي كلّه ـ قال: فإنّها الأماكن التي تحيا بها ذكراه لا مراء... وأيّاً كان الاختلاف في موضع الرأس الشريف، فهو في كلّ موضع أهل للتعظيم والتشريف[58]. وقال في كتابه «أبو الشهداء»: وإنّما أصبح الحسين بكرامة الشهداء وكرامة البطولة وكرامة الأُسرة النبوية معنىً يستحضره الرجل في قلبه، وهو قريب أو بعيد من قبره، وهذا المعنى في القاهرة، وفي عسقلان، وفي دمشق، وفي الرقّة، وفي كربلاء، وفي المدينة، وفي غير تلك الأماكن سواء[59]. وصدق المحبّ حيث قال: لا تطلبوا المولى الحسين بأرض شرق أو بغرب *** وذروا الجميع ويمموا نحوي فمشهده بقلبي ويضيف الصوفية قولهم: حكم باب البرزخ حكم التيار الذي نزل فيه إنسان، فيغطس ثم يطفو في موضع آخر، وتلك خاصيّة من خواصّ الأولياء الذين لهم ما يشاؤون عند ربّهم. * * *