عمرو بن حزم، قال: توفّيت زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) في أول سنة ثمان من الهجرة. وبالسند إلى عبدالله بن رافع، عن أبيه، عن جدّه، قال: كانت أُم أيمن ممّن غسّل زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله). وبالإسناد إلى أُم عطيّة قالت: لمّا غسّلنا زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ضفرنا شعرها ثلاثة قرون، ناصيتها وقرنيها، وألقيناه خلفها، وألقى إلينا رسول الله (صلى الله عليه وآله) حقوةً ـ أو قالت: حقواً ـ وقال: «أشعرنها هذا». * زينب بنت جحش ابن رئاب بن يعمر بن صبرة بن مرّة بن كثير بن غنم بن دودان بن أسد بن خزيمة، أُمّها أُميمة بنت عبدالمطلب بن هاشم بن عبد مناف. أخبرنا الحسين بن جعفر، قال: حدثنا سلمة بن شبيب، قال: حدثنا جعفر بن محمد، عن أبيه، قال: كانت زينب ممّن هاجر مع رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وكانت امرأةً جميلةً، فخطبها رسول الله (صلى الله عليه وآله) على زيد بن حارثة، فقالت: يا رسول الله، لا أرضاه لنفسي وأنا أيم قريش، قال: «فإنّي قد رضيته لك». فتزوّجها زيد بن حارثة. حدثني جدّي بسنده إلى علي بن الحسين، عن أبيه، قال: جاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)ببيت زيد بن حارثة يطلبه فلم يجده، فقامت إليه زينب بنت جحش، وقالت له: ليس هو هاهنا يا رسول الله، فادخل بأبي أنت وأمي، فأبى رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن يدخل وولّى معلناً بالتسبيح، يقول: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرِّف القلوب». فجاء زيد إلى منزله فأخبرته امرأته أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) أتى منزله، فقال زيد: ألا قلت له أن يدخل؟ قالت: قد عرضت ذلك عليه فأبى، قال: أفسمعت منه شيئاً؟ قالت: سمعته حين ولّى يقول: «سبحان الله العظيم، سبحان مصرِّف القلوب». فجاء زيد حتّى أتى رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فقال: يا رسول الله، بلغني أنّك جئت منزلي، فهلاّ دخلت بأبي أنت وأمي يا رسول الله، لعلّ زينب أعجبتك أفأُفارقها؟ فقال له