زوّجها ابن خالتها أبو العاص بن الربيع بن عبدالعزّى بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصيّ قبل النبوّة، وكانت أول من تزوّج من بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وأُم أبي العاص هالة بنت خويلد بن أسد بن عبدالعزّى. وولدت زينب لأبي العاص علياً وأُمامة، فتوفّي علي وهو صغير، وبقيت أُمامة فتزوّجها علي بن أبي طالب بعد موت فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله). حدثنا أبو عبدالله التميمي، قال: نا نعيم، عن جمال، عن يحيى التمّار، عن سفيان الثوري، عن أبي عبدالحق بن عاصم، عن زرارة، عن علي (عليه السلام). وحدثني أبي، عن أبيه، عن جدّه الحسين بن علي، عن علي بن الحسين، عن علي (عليه السلام)، قالا: إنّ زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) كانت تحت أبي العاص بن الربيع، وهاجرت مع أبيها. وبالسند إلى عامر الشعبي، عن عائشة رضي الله عنها: أنّ أبا العاص كان في من شهد بدراً مع المشركين، فأسره عبدالله بن جبير بن النعمان الأنصاري[651]، فلمّا بعث أهل مكة في فداء أُساراهم، قدم في فداء أبي العاص أخوه عمرو بن الربيع، وبعثت معه زينب بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) ـ وهي يومئذ بمكّة ـ بقلادة لها كانت لخديجة بنت خويلد من جزع ظفار ـ اسم لجبل باليمن ـ وكانت خديجة بنت خويلد أدخلتها بتلك القلادة على أبي العاص حين بنى بها، فبعثت بها في فداء زوجها، فلمّا رأى رسول الله (صلى الله عليه وآله) القلادة عرفها ورقّ لها، وذكر خديجة وترحّم عليها، وقال: «إن رأيتم أن تطلقوا لها أسيرها وتردّوا إليها متاعها فعلتم» قالوا: نعم يا رسول الله، فأطلقوا أبا العاص بن الربيع، وردّوا على زينب قلادتها، وأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) على أبي العاص أن يخلّي سبيلها إليه، فوعده ذلك، ففعل. حدثني موسى بن عبدالله، قال: حدثني محمد بن مسعدة، عن أبيه، عن جدّه، عن