ولتمسّكم بأخلاقه وبسلوكه، واهتدائهم بهداه، فاستحقّوا محبّة الناس الذين وصف محبّتهم، فقال أحدهم: فإن كان ذنبي أنّ قلبي يحبّهم *** فإنّ ذنوبي لن تلمّ بها حصرا ومن هنا، فإنّ محبّة آل البيت أحفاد النبي (صلى الله عليه وآله)، ليست إلاّ تعويضاً لهم عن معاناة وآلام تحمّلوها صابرين، لا لذنب اقترفوه، وإنّما لسوء ظنّ الحكّام بهم، كما خذلهم بعض أعوانهم، الذين قالوا لهم: قلوبنا معكم، ولكن سيوفنا على رقابكم!! نكثاً للعهد، وخوفاً من بطش السلطان. فما أحوجهم إلى نفحة الحبّ والمودّة! فهم نماذج إسلامية رائعة، يلزم أن تعرف الأجيال عنهم مواقفهم ومبادئهم الكريمة، وسلوكهم الطيّب المهتدي بسلوك المصطفى (صلى الله عليه وآله)، فلهم واجب المودّة التي يعبّر عنها بزيارتهم في أضرحتهم والدعاء لهم، وأنّ أرواح الصالحين لتتعارف مع أرواح الزوّار، وخاصّةً في أماكن جرّب الناس عندها استجابة الدعاء، ونزول السكينة والرحمة، بشرط أن يكون بنيّة الزائر الالتزام بالآداب الشرعية لزيارة أحد هؤلاء الأحفاد في المسجد أو المزار المنتسب إليه، والذي يحمل اسمه. وقد تكون المساجد والمزارات التي تسمّى بأسماء أحفاد المصطفى (صلى الله عليه وآله) مثل: مسجد السيدة سكينة، والسيدة فاطمة النبوية، قد شيّدها بعض الصالحين الذين نذروا لله أن يبنوا مسجداً يحمل اسماً شريفاً من آل البيت، تيمّناً وتبرّكاً وإحياءً لذكرى أهل البيت الذين لهم في قلوب الناس المنزلة الكبيرة والمحبّة. كما قد يكون المسجد قد بُني بسبب رؤيا منامية لأحد الصالحين، يُفهم منها أن يقيم بيتاً لله يحمل اسماً شريفاً من أسماء آل البيت، وهذه البيوت تُعرف بمشاهد الرؤيا.. وهي منتشرة في كثير من البلاد الإسلامية، ومصر خاصّةً لها النصيب الأكبر من هذه المساجد والزوايا والمشاهد والأضرحة، وكلّها معدّة للصلاة والعبادة، وتلاوة القرآن وذكر الله في كلّ وقت، فهي بيوت أذن الله أن تُرفع لذكره.