المسلمين، ومثاب على نيّته بصلة رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله). ومن العجيب أنّ أناساً قد حرموا أنفسهم من نعمة حبّ آل البيت، لقصور فهمهم لدلالة الآية الكريمة التي تقول: (مَا نَعْبُدُهُمْ إِلاَّ لِيُقَرِّبُونَا إِلَى اللَّهِ زُلْفَى) ]الزمر: 3[، ولم يفطنوا إلى كلمة (مَا نَعْبُدُهُمْ) في الآية تشير إلى العبادة بما فيها من ركوع وسجود! نقول لهم: فرق كبير بين العبادة والمحبّة، فأحباب أهل البيت يقولون: نحن نحبّهم طاعةً لوصيّة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وبعد أن نصلّي لله ونركع ونسجد خشوعاً وخضوعاً; إقراراً بأنّنا عبيد لله تعالى، وبعد أن نؤدّي واجب الطاعة نؤدّي واجب المحبّة بالدعاء لأهل البيت; إظهاراً لمكانتهم في قلوبنا. فالمعبود هو الله ولا أحد غيره، والمحبّة له سبحانه ولرسوله (صلى الله عليه وآله) ولآل بيته، كما وصّانا بذلك (صلى الله عليه وآله): «أحبّوا الله لما يغذوكم به من نِعَم، وأحبّوني لحبّ الله، وأحبّوا آل بيتي لحبّي»[646] (عن ابن عباس رواه الترمذي والحاكم). فلايجب أن تكون الغيرة الخاطئة سبباً في قطع رحم رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فحتّى الرجل العامّي حين يدخل مسجداً فيه ضريح، يبدأ بأداء واجب الطاعة وهي تحيّة المسجد بالصلاة، ثم يزور الوليّ ويدعو له، ويقرأ ما تيسّر من القرآن صلةً وهديةً له، وهذا العمل إنّما يؤدّي إلى شيوع المحبّة بين المسلمين، كما أنّه اقتداء بالصالحين، وبيان منزلة أولياء الله الصالحين في قلوب الناس[647]. والإمام الشافعي (رضي الله عنه) يقول: من لم يصلِّ على الآل في التشهّد تبطل صلاته، فقال في هذا المعنى: يا آل بيت رسول الله حبّكمُو *** فرضٌ من الله في القرآن أنزله يكفيكمُو من عظيم الفضل أنّكمُو *** من لم يصلِّ عليكم لا صلاةَ له