وجاء كذلك أنّ آل البيت هم زوجاته (صلى الله عليه وآله); أخذاً من سياق الآيات القرآنية في سورة الأحزاب، فالحديث القرآني موجّه إلى نسائه (صلى الله عليه وآله) ثم أتبعه الله تعالى بهذه الآية (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) ]الأحزاب: 33[ وهو ما ذهب إليه الزمخشري في تفسيره[27]و[28]. ولقد أصبح الإقرار بفضل آل البيت والشعور بفضلهم سمة من سمات المسلمين، ولدى المصريّين خاصّةً، ويستدلّ عليه بانعطاف قلوب المصريّين نحوهم، وزيارتهم لهم في أضرحتهم، والمزاحمة للوقوف عند قبورهم، وإهداء آيات الدعاء وقراءة القرآن على أرواحهم، والتعبير عن حبّهم لنبيّهم وعترته الطاهرة. وكذلك انجذاب الأرواح إلى مشاهدهم، والصلاة في المساجد المنسوبة إليهم في صلاة الفجر والعشاء، وخاصّةً في شهر الروحانيات شهر رمضان. لأنّ واجب العرفان والوفاء يقتضي إسناد الفضل لأصحابه، أهل البيت الذين طهّرهم الله تطهيراً، فهم أهل التقوى، وأهل العلم والحكمة، وهم نوّاب المصطفى (صلى الله عليه وآله)في نشر فضائله وأخلاقه، فحبّ الناس لأهل البيت يعدّ امتداداً لحبّ الرسول (صلى الله عليه وآله)والتأسّي به وحبّ من أحبّه. وممّا يؤيّد أنّ أهل البيت هم علي وفاطمة وابناهما خاصّةً، ما رواه أنس بن مالك 2: أنّ رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقف عند بيت السيدة فاطمة ابنته وهو خارج لصلاة الفجر، ويقول: