وذكر الإمام الشعراني أنّ أستاذه علي الخوّاص أخبره أنّ السيدة عائشة رضي الله عنها بنت الإمام جعفر الصادق دُفنت بباب القرافة بحي الرميلة بالقلعة، وقد دُفنت السيدة عائشة رضي الله عنها بالدار التي تُقيم بها منذ أن قدمت إلى مصر.. وكانت تلك الدار تقع في الطريق الموصل إلى جبل المقطم ناحية القلعة، وهو مكان الضريح حالياً، ومكان مسجدها أيضاً. هذا الضريح كان في البداية مزاراً صغيراً وبسيطاً حتّى القرن السادس الهجري... وكان في بدايته يتكوّن من حُجرة مربّعة الشكل، تعلوها قبّة ترتكز على صفّين من المقرنصات. وهناك العديد من المصادر التاريخية التي أشارت إلى موضع مقبرة السيدة عائشة رضي الله عنها، كما ذكرها علي باشا مبارك في خططه حين قال: إنّه يوجد خارج «ميدان محمد علي» بالقرب من قرّة ميدان، شمال الذاهب إلى القرافة الصغرى من بوابة حجّاج، في خطٍّ يُعرف بها الآن.. والضريح أو مقبرة السيدة عائشة يتبع الآن «حي الخليفة»[625]. وقد اهتمّ الفاطميون ثم الأيوبيون بهذا الضريح، حيث أنشأوا بجوار قبر السيدة عائشة مدرسةً لتحفيظ القرآن الكريم، في الوقت نفسه الذي أحاط فيه الناصر صلاح الدين الأيوبي عواصم مصر الإسلامية الأربع «الفسطاط ـ العسكر ـ القطائع ـ ثم القاهرة» بسور ضخم طوله 15 كيلومتراً، ولمّا فصل هذا السور قبّة السيدة عائشة عن باقي القرافة... فُتح في سور القاهرة باب يسمّى «باب عائشة» والمعروف الآن بباب القرافة. ويؤكّد الآثري حسن عبدالوهاب: أنّ هناك العشرات من الأدلّة على وجود ضريح السيدة عائشة في المكان الموجود به حالياً... ومن هذه الأدلّة أنّ ابن الزيات