ـ وهو خير من ألّف في أعلام القرافتين الكبرى والصغرى ـ قد أكّد ذلك عند ذكره لمشاهد باب القرافة، فقال: وأصحّ ما بالحوامة مشهد السيدة عائشة، ولها نسب متّصل بالإمام الحسين بن علي بن أبي طالب. ثم تبعه السخاوي في كتابه «تحفة الأحباب» فقال: إنّ السيدة عائشة مدفونة بمصر، وإنّه عاين قبرها في تربة قديمة، على بابها لوح رخامي مدوَّن عليه حسبها ونسبها، وقد توفّيت في عام 145 هـ [626]. وقد أُلحق بهذا الضريح مسجد يعرف الآن بمسجد السيدة عائشة، وهو الموجود بشارع السيدة عائشة عند بداية الطريق إلى المقطم، وقد تهدّم المسجد القديم وتمّ إعادة بنائه في عام 1176 هـ /1762م على يد الأمير عبدالرحمن كتخدا. ويتكوّن هذا المسجد من مربّع يتوسّطه صحن تحيط به الأروقة.. كما أُقيم بداخله الضريح الذي تأكّد منه المرحوم أحمد باشا زكي، فكتب عن ذلك يقول: «إنّ المشهد القائم جنوب القاهرة باسم السيدة عائشة النبوية، هو حقيقة متشرّف بضمّ جثمانها الطاهر، وفيه مشرق أنوارها، ومهبط البركات بسببها». ولمسجد السيدة عائشة واجهة غربية شملت بابين فوقهما منارة، والموجود منها الآن دورتها الأولى، ومن هذا الباب يتمّ الوصول إلى داخل المسجد، أمّا الباب الثاني فتوجد على يساره المنارة، وهو يؤدّي إلى طرقة، على يسارها باب له عقد تحيط به كرانيش متعرّجة، ويؤدّي أيضاً إلى المسجد، ثم إلى باب القبّة. ويؤكّد الأثري حسن عبدالوهاب أنّه من المرجّح وجود حجرة تحت أرضية القبلة الموجودة الآن، وتضم تابوتاً أثرياً، كما هو مألوف في كثير من المشاهد. هذا وقد تمّ هدم المسجد في عام 1971م، وتمّ إعادة بنائه على ما هو عليه الآن، وتبلغ مساحته الكلّية حوالي 660 متراً. * * *