صفاتها وعلمها ومن أخصّ صفات السيدة عائشة رضي الله عنها، وفق الإجماع: الورع والتقوى.. إذ كانت بحقّ من السيدات العابدات القانتات المؤمنات برضا الله عنهنّ... لذلك يؤثر عنها أنّها حين كانت تتعبّد، كانت تتوجّه إلى الله سبحانه وتعالى بقولها: وعزّتك وجلالك، لئن أدخلتني النار لأخذت توحيدي بيدي وأطوف به على أهل النار وأقول: وحّدته فعذّبني![623] كما كانت رضي الله عنها، تدرك من كثرة ورعها: أنّ الخوف من الله يعني الهروب إليه وحده[624]. وحتّى عندما جاءت إلى مصر واستقرّ بها المقام فيها، ظلّت على تقواها وورعها، تعيش في رحاب الله وعبادته إلى أن توفّيت ودُفنت حيث كانت تقيم. وممّا لاحظنا، ونحن ننقب في آثار هؤلاء العظماء من آل البيت: أنّ هناك نوعاً من الندرة المعلوماتية فيما يخصّ مناقب وصفات السيدة الطاهرة عائشة بنت الإمام جعفر الصادق، وقد قرأنا في أحد المصادر أنّ ذلك ربّما يرجع في الأساس إلى حياتها القصيرة! إذ عاشت فقط حوالي عشرين عاماً، وكلّ ما قيل ويقال عنها في هذا السياق هو ارتباطها فقط بآل البيت من ناحية جدّها الإمام الحسين (رضي الله عنه)، وذلك في تصورنا يكفيها شرفاً ما بعده شرف. وقد ذكره حسن الرزّاز في موسوعته المصوّرة «عواصم مصر الإسلامية». وصف المقبرة أشار العلاّمة شمس الدين بن محمد في كتابه «الكواكب السيّارة في ترتيب الزيارة في القرافتين الكبرى والصغرى» إلى ضريح السيدة عائشة رضي الله عنها،