ولأجل تأكيد ما توصّلت إليه روت قصةً، ثم أردفتها بتعليق سوف نقف عنده كذلك. وتفاصيل هذه القصة تقول على لسان يحيى بن الحسن عن خادم القاسم بمصر: ضاقت بالإمام القاسم الممالك، واشتدّ الطلب، ونحن مختفون معه خلف حانوت إسكاف يقطن قرب مشهد السيدة نفيسة، فنودي نداء يبلغنا صوته: برئت الذمّة ممّن أوى القاسم بن إبراهيم، وممّن لايدلّ عليه، ومن دلّ عليه فله ألف دينار، ومن البز كذا وكذا.. والإسكاف يسمع ويعمل ولايرفع صوته، فلمّا جاءنا قلنا له: أما ارتعت؟ قال: من لي، وما ارتياعي منهم... ولو قرضت بالمقاريض بعد إرضاء رسول الله (صلى الله عليه وآله)حتّى في وفايتي لولده بنفسي؟! أمّا بالنسبة للتعليق الذي ذكرته الدكتورة سعاد ماهر، تأكيداً لكلامها السابق عن مقبرة الإمام الجعفري.. فقالت له: إنّنا نستطيع أن نستنتج من هذه القصة نقطتين هامتين بالنسبة لموضوع مشهد الجعفري الذي ينسب إلى الإمام محمد بن جعفر الصادق: أولاهما: أنّ المكان الذي اختبأ فيه أخوه القاسم عند الإسكافي كان بالقرب من ضريح السيدة نفيسة. وثانيتهما: أنّه من المرجّح أنّ المصريّين قد اعتزّوا بهذا المقام الذي سكنه أحد أفراد آل البيت، وأقاموا مكانه زاويةً أو مسجداً أعاد بناءه خلفاء الدولة الفاطمية، أو لعلّه من الأضرحة أو مشاهد الرؤيا التي كثر بناؤها في العصور الوسطى، وخاصّةً لآل البيت[617]. وقد اهتمّ رجال الآثار، بتقديم وصف شكلي لهذا المشهد أو لمقبرة الإمام محمد الجعفري.. وممّا قالوه في هذا السياق: إنّه يتكوّن من شكل مربّع يبلغ طول ضلعه ثلاثة أمتار وثمانين سنتيمتراً، وسمك الحائط سبعون سنتيمتراً.