وكان باب المشهد أو هذه المقبرة يوجد بالجهة المقابلة للقبلة، أو الجهة الغربية، ولكنّه سُدَّ وبُني مشهد السيدة عاتكة ملاصقاً لمشهد الجعفري في تلك الجهة، حيث حلّ محراب مشهد السيدة عاتكة محلّ باب مشهد الجعفري، وهذا يدلّ على أنّ مشهد الجعفري أسبق تاريخياً من مشهد السيدة عاتكة. لذلك فمن المرجّح أن يكون تاريخ حفر هذه المقبرة عام 513 هـ ، لأنّ مشهد السيدة عاتكة أُقيم عام 515 هـ . وهناك من رجال الآثار، من جمع في حديثه عن مقبرة الإمام محمد الجعفري بين ما تضمّنته هذه المقبرة وبين ما يوجد بمشهد السيدة عاتكة.. باعتبار وجود المقبرتين في مكان واحد تقريباً. وممّا ذكره الدكتور مصطفى شيحة أستاذ ورئيس قسم الآثار الإسلامية بجامعة القاهرة عن هذين المشهدين، قوله: توجد هذه المجموعة بشارع الأشرف على مقربة من جامع أحمد بن طولون، حيث يضمّهما بقعة واحدة، يتمّ الدخول إليهما بواسطة فتحة مدخل معقودة يعلوها عتب منقوش عليه بحران من الكتابة النسخية، تقرأ: بقعة شُرِّفت بآل البيت. هذا المدخل يفضي إلى دهليز مستطيل ممتدّ، ويعلوه جزء من سقف خشبي، وبالجهة الجنوبية الشرقية منه مشهد السيدة رقيّة، وينكسر هذا الدهليز في نهايته جهة اليمين حيث يؤدّي إلى قبّتي عاتكة والجعفري[618]. وقبة الجعفري حالياً مجدّدة، ويقع مدخلها في الضلع الشمالي الشرقي، وتقوم على بناء مربّع، وبصددها تجويف المحراب الخالي من الزخارف. * * *