ومرو، وغيرها... فذاع خبره، وبعث الخليفة إلى بلاد اليمن جنداً يطلبونه، فاختفى في حيٍّ من بدو كثيف، فانتقض عليه أمره، وذلك عام 220 هـ . صفاته وعلمه نظراً لاحتلال الإمام محمد الجعفري هذه المكانة الدينية داخل عقول وقلوب أصحاب مذهب الشيعة، فقد حظي بالكثير من الدراسات التي قدّمت لنا وصفاً له ولغزارة علمه. فقد وصفه المؤرّخ محمد بن الحسن الطوسي في كتابه «فهرست كتب الشيعة»، فقال عن مرحلة رجولته: وكان محمد بن جعفر شيخاً من شيوخ آل أبي طالب، يقرأ عليهم العلم، روى عن أبيه رضوان الله عليه علماً جمّاً، فمكث بمكة مدّة[615]. أمّا الفخري فقال عنه في كتابه «الآداب السلطانية» وذلك عند حديثه عن خلافة المأمون: وفي أيامه خرج محمد بن جعفر الصادق رضوان الله عليهما بمكة، وبويع خليفة، وسمّوه أمير المؤمنين، وكان بعض أهله قد أحسن له ذلك حين رأى كثرة الاختلاف ببغداد، وما بها من فتن وخروج الخوارج. وكان الغالب على أمر محمد ابنه وبعض بني عمه، فلم يحمد سيرتهما، وأرسل المأمون إليهم عسكراً، فكانت الغلبة له، وظفر به المأمون، وعفا عنه[616]. وصف المقبرة نحن نقدّم من خلال هذه الإطلالة السريعة وصفاً للمقبرة التي قيل: إنّ الإمام محمد بن جعفر الصادق المعروف باسم محمد الجعفري، قد دُفن بها، رغم ما قيل ويقال عن هذه المقبرة أو هذا المشهد، من أنّه ينتمي إلى مشاهد الرؤيا التي أُقيمت بدون أحداث! ولقد أقرّت هذه الصفة الدكتورة سعاد ماهر في كتابها عن المساجد والأضرحة،