القديمة الآن ـ وعليها أسّس العباسيون مدينة العسكر ثانية عواصم مصر الإسلامية. أمّا المسجد الملحق به المقبرة، والمعروف باسم مسجد زين العابدين، فيرجع تاريخه إلى أوائل القرن التاسع عشر، حيث جدّده وأعاد معظم مبانيه عثمان أغا مستحفظان.. وقد بنى له وللسيدة حرمه حفيظة هانم مقبرةً بالمسجد، حيث دفن بها بعد وفاته عام 1231 هـ /1816م.. كما لحقته زوجته بعد وفاته، حيث توفيّت عام 1241 هـ /1826م... وذلك كما هو واضح ممّا كُتب على قبر كلٍّ منهما. أمّا العمارة الفاطمية لهذا المسجد ولهذه المقبرة فلم يتبقّ منها إلاّ لوحة تذكارية مثبتة على مدخل المسجد القديم بالواجهة الغربية، وقد كُتب عليها: «بسم الله الرحمن الرحيم، هذا مشهد الإمام علي زين العابدين ابن الإمام الحسين بن علي بن أبي طالب، صلوات الله عليهم أجمعين، في سنة 549 هـ ». أمّا القبّة التي تعلو المقبرة فترجع إلى العصر المملوكي... حيث شُيِّدت في القرن الثامن الهجري، وفي أواخر القرن الثالث عشر الهجري شيِّدت مقصورة جديدة للضريح، وهي تعتبر ـ على حدّ قول الدكتورة سعاد ماهر ـ نموذجاً لصناعة الحديد المزخرف في مصر... كُتب عليها: «أنشأ هذه المقصورة سعادة محمد قفطان باشا سنة 1280 هـ ، وهو الذي كسا عتبة باب القبّة ببلاطات من القيشاني الأزرق العثماني الجميل». ويؤكّد الكاتب الإسلامي الراحل عبدالمنعم قنديل في حديثه عن الإمام علي زين العابدين على أنّ الزائر حين يدخل إلى المقام يجد عمامتين على المقام.. الأولى تشير إلى الإمام علي زين العابدين... والثانية تشير إلى زيد ابنه الذي قُتل في الكوفة ونقل رأسه إلى القاهرة. وكان لايمكن لنا أن نترك البحث عن هذه المقبرة دون أن نذكر ما جاء في كتاب خطط المقريزي، تحت عنوان: «ذكر المشاهد التي تتبرّك الناس بزيارتها»[604] وممّا