كثيراً برأيه في شروط الخلافة.. وجاهر بأنّ الخليفة لايكون خليفة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) وأميراً للمؤمنين إلاّ في ضوء هذه الشروط[603]. وصف المشهد هناك اتّجاه عام لدى العديد من المؤرّخين... بشأن جثمان كلٍّ من الإمام علي زين العابدين، ورأس ابنه زيد... إذ أكّد معظم هؤلاء أنّ المقام أو الضريح أو المشهد الموجود حالياً بحيّ زين العابدين بالسيدة زينب، إنّما يحوي جثمان كلٍّ من الإمام زين العابدين ورأس ابنه زيد.. وقد أكّد ذلك الكاتب الصحفي الإسلامي الراحل عبدالمنعم قنديل في كتابه حياة الصالحين عندما قال: «وحين يدخل الزائر إلى مقامه يجد عمامتين على المقام.. الأولى تشير إلى زين العابدين، والثانية إلى ابنه زيد الذي قُتل في الكوفة ونقل رأسه إلى القاهرة». وممّا يقال بشأن مقبرة زيد ابن الإمام علي زين العابدين... إنّ والي مصر حنظلة بن صفوان هو الذي دفن الرأس الشريف بالمكان الذي يُعرف الآن بمشهد الرأس بحيّ زين العابدين بالقاهرة. هذا المشهد أُنشئ في بادئ الأمر داخل بناء قديم لم يبق منه الآن إلاّ مدخله بالواجهة القريبة في الفتحة الصغيرة، المركّب فوقها مصراع واحد من الجرانيت، ومحاط بحلق من الجرانيت أيضاً. ويوجد بالطرقة الداخلية للمشهد عقد فاطمي على يمين الداخل للمصلّى والمسجد الحالي... عدا بقايا المبنى القديم. هذه المقبرة أو هذا المشهد ـ كما يحلو لرجال الآثار تسميته ـ يوجد الآن بحيّ زين العابدين، نسبة إلى العصر الإسلامي باسم «الحمراء القصوى» ـ وفق ما أورده المقريزي في خططه ـ هي منطقة تقع إلى الشمال الشرقي من مدينة الفسطاط ـ مصر