فخر الدين محمد بن فضل الله، ناظر الجيش باسم الملك الناصر محمد بن قلاوون، وانتهت عمارته سنة 712 هـ ، وأُقيمت فيه الجمعة حينئذ، وله أربعة أبواب، وفيه 137 عموداً، وذرعه أحد عشر ألف ذراع وخمسمائة ذراع، بذراع العمل، وما برح من أحسن المنتزهات إلى أن خرب ما حوله». لكن لسبب أو لآخر، فإنّ ما أقامه قلاوون سقط أيضاً، مع أنّ الجامع كما يقول الشعراني: «كانت مساحته كبيرة، وكان حوله بساتين من أجمل المنتزهات...» ويؤكّد ذلك علي مبارك حين يقول: «... ثم زالت آثاره بالكلّية، وقيل: إنّ الجامع كان محلّ السبع سواقي ذات البناء الضخم بجوار فم الخليج، التي تنقل الماء من النيل إلى مجراة القلعة. ويدلّ على ذلك ما اشتهر من أنّ الفرنسيين زمن دخولهم مصر، وجدوا هناك كثيراً من العمد الرخام الضخمة وأحجاراً ونحو ذلك»[586]. لكن عمارة المماليك سرعان ما انهارت هي أيضاً بعد حوالي أربعة قرون ونصف، وظلّ الجامع متخرّباً حتّى تجدّد في عام 1280 هـ ـ وكما جاء في خطط علي مبارك[587] ـ على يد ناظره الشيخ أبي زيد إسماعيل ـ كما هو مرقوم بأعلى بابه الغربي ـ عليه قبّة حديثة، وتحت تابوته حجر من الرخام مكتوب عليه اسم: سيدي حسن الأنور، وبجوار هذا الضريح ضريحان: أحدهما لزيد الأبلج، واسمه منقوش على قطعة حجر تحت تابوته.. والآخر لجعفر. ولا يُعرف من هو جعفر حتّى الآن. لكن هذا التجديد لا ينفي أنّ الأمير عبدالرحمن كتخدا في القرن الثاني عشر الميلادي قد بنى قبّة على ضريح سيدي حسن الأنور، كما سبق أن أسلفنا. وكما هو ظاهر فإنّ المسجد الحالي بمقارنته بما في أوراق الأوقاف... فإنّ مساحته قلّت كثيراً، بل إنّه الآن ليس حوله خضرة سوى نخلة واحدة، بالرغم ممّا