يؤكّد فضيلة الشيخ عبدالغفور محمود جعفر ـ شيخ جامع حسن الأنور، والذي يبحث دائماً في تاريخه ـ أنّ مخطوطاً ينقل عن ابن النحوي قصةً طويلةً مفادها: أنّ السيد حسن الأنور توفّي في ريف مصر، وإن صحّ هذا الكلام فقد نقل رفاة الحسن إلى مسجده الحالي. ويتّفق مع رأي الشيخ ما أورده الشيخ الصبّان في كتابه «إسعاف الراغبين»[583] نقلاً عن الشعراني في مننه: من أنّ الإمام حسن الأنور والد السيدة نفيسة في التربة المشهورة قريباً من جامع القرّاء بين مجراة القلعة وجامع عمرو. وأنّ الذي أشهر هذه التربة وبنى عليها قبّةً ـ كما يرى علي مبارك[584] ـ حضرة عبدالرحمن كتخدا، أحسن الله إليه، وأسبل سرادقات لطفه عليه. من هذا يتّضح اختلاف الكتّاب حول دفن الحسن الأنور في مصر، وإن كان الإمام الشعراني يرى «أنّ الروح في البرزخ كمن يسبح في نهر جار، يطفو في أيّ مكان» أي يظهر في أيّ مكان. والواقع أنّ هناك شواهد كثيرة تدلّ على وجود لآل البيت في مصر، خاصّةً الذين ثار حول دفنهم الخلاف. والحسن الأنور من خلال ضريحه ومسجده في التاريخ والمعمار، تجعلنا نقول: إنّ إثبات دفنه أو نقل جسده الطاهر إلى مصر يحتاج إلى أبحاث المجتهدين. إنّ أقدم تاريخ عُثر عليه لجامع الإمام حسن الأنور، منذ أيام دولة المماليك البحرية، في القرن الثامن الهجري، وفي عصر الناصر محمد بن قلاوون، أي منذ حوالي ستة قرون، وليس معنى ذلك أنّ الجامع قد بدأ بناؤه في هذا التاريخ، وإنّما قبل ذلك. يدلّ على ذلك ما ورد في خطط علي مبارك[585]، إذ يقول: «... عمّره القاضي