والمعلومات عنهما وفيرة. وجدنا بعضها في الجبرتي، وبعضها في بقيع علي مبارك. والسيد محمد الشهير بمرتضى الحسيني الزبيدي، كما يصفه الجبرتي هو: «الفقيه المحدّث، اللغوي النحوي، الأصولي، الناظم الناثر، أبو الفيض السيد محمد بن محمد بن محمد بن عبدالرزاق، الشهير بمرتضى الحسيني الحنفي... جاء إلى مصر في تاسع صفر سنة سبع وستين ومائة وألف... درس في مصر حتّى راج أمره وترونق حاله، واشتهر ذكره عند الخاصّ والعام»[486]. والواقع أنّ الشيخ عبدالرحمن الجبرتي قد أفاض في سيرة الشيخ مرتضى الحسيني، وأفرد له كثيراً من السطور والصفحات[487]، كما أنّ هذه الشخصية فرضت نفسها على الكتّاب والأُمراء وذوي السلطان في عصرها، وهو القرن الثاني عشر الهجري، وكما كان هذا الشيخ مشهوراً في مصر، كان أيضاً من المشهورين في المغرب.. يقول الجبرتي: وله عند المغاربة شهرة عظيمة ومنزلة كبيرة[488]. هذا بالرغم من أنّ أصله من زبيدة اليمن. أمّا عن زوجته السيدة زبيدة ـ فقد ذكر أنّها ماتت في سنة ستّ وتسعين ومائة وألف ـ فحزن عليها حزناً كبيراً، ودفنها عند المشهد المعروف بمشهد السيدة رقيّة، وعمل على قبرها مقاماً ومقصورة، وستوراً وفرشاً وقناديل، ولازم قبرها أياماً كثيرةً، وكان يجتمع عنده الناس والفقراء والمنشدون، ويعمل لهم الأطعمة والثريد والقهوة[489]. ويقول علي باشا مبارك: إنّ السيد محمد الشهير بمرتضى، اشترى مكاناً بجوار مقبرة زوجته، وعمّره بيتاً صغيراً، وفرشه، وأسكن فيه أُمّها ـ أي أُمّ زوجته ـ وكان يبيت به أحياناً. كما كان يقصده الشعراء بالمراثي، فيقبل منهم ذلك ويجيزهم عليه،