السيدة رقيّة. وهو إسحاق المؤتمن. وتأسيساً على التأسيس ـ كما يقول المناطقة ـ فإنّه ربّما يكون هناك خلط جرى بين تاريخ وحياة السيدة عائشة، وبين تاريخ وحياة السيدة رقيّة... أقول: ربّما يكون هناك خلط بين الاثنين، فهناك تشابه غريب في وفاتهما. فالمؤرّخون يرون أنّ السيدة عائشة ماتت دون البلوغ، تماماً مثلما يقولون عن السيدة رقيّة. وهذا ما نتركه للعلماء والباحثين في تاريخ آل البيت في مصر وفي غير مصر ليقولوا رأيهم، وإن كنّا نحن نميل إلى الرأي القائل بأنّ السيدة رقيّة هي بنت الإمام علي الرضا ابن موسى الكاظم، وهي ليست بالقطع بنت الإمام علي بن أبي طالب والسيدة فاطمة الزهراء. على أنّ ذلك ينقلنا إلى قضية أخرى، بمعنى أنّ السيدة رقيّة إذا ثبت أنّها بنت الإمام علي، فهي من مواليد الربع الأول من القرن الأول الهجري، وإذا ثبت أنّها بنت الإمام علي الرضا فتكون من مواليد النصف الأول من القرن الثاني الهجري، وبالطبع شتّان ما بين التاريخين من سنوات وأحداث بالنسبة لآل البيت. لكن ـ وبلاشكّ ـ فسواء كانت السيدة رقيّة تنتمي للقرن الأول الهجري، أو القرن الثاني الهجري، فهي بالتأكيد أيضاً تنتمي لآل البيت، وهي درّة من درره النفيسة. وعلى أيّة حال، فالثابت أنّ السيدة رقيّة تنتمي لآل البيت، وأنّها تنتمي إلى السيدة فاطمة الزهراء، وأنّ الزهراء رضي الله عنها جدّتها، وليست أُمّها. ويقوّي من رأينا ويدعمه ما قالته الدكتورة سعاد ماهر عميدة كلّية الآثار، وأستاذة العمارة الإسلامية فيها، وهي مهتمة بتاريخ آل البيت في مصر، تقول: فمشهد السيدة رقية يعتبر من المشاهد الفاطمية البارزة والباقية في مصر حتّى الآن، بجانب مشهدين فاطميين آخرين، هما مشهد السبع بنات في مصر القديمة الفسطاط والذي شُيِّد عام 400 هـ ، والمشاهد الفاطمية في جبانة أسوان، والتي يرجع تاريخ معظمها إلى القرن الخامس الهجري.