أمّا ابن عين الفضلاء صاحب كتاب «مصباح الدياجي» فيقول: قال عبيدالله بن سعيد: بعث لي الحافظ عبدالمجيد في الليل، فجئت مع الذي دعاني له، فقلت: ما تريد؟ فقال: رأيت مناماً، فقلت: ما هو؟ قال: رأيت امرأةً متلفّفةً، فقلت: من أنت؟ قالت: بنت علي ـ رقيّة ـ فجاءوا بنا إلى هذا الموضع، فلم نجد به قبراً. فأمر ببناء هذا المشهد، فبُني. وهو مكان معروف بالدعاء. وربّما يقصد صاحب «مصباح الدياجي» هنا أنّ أول من بنى مشهداً على قبر السيدة رقيّة، هو الخليفة الفاطمي الحافظ لدين الله عام 524 هـ ـ 544 هـ . ويؤيّد ذلك النصّ في كتاب ابن محمود السخاوي «تحفة الأحباب وبغية الطلاب في الخطط والمزارات والبقاع المباركات» حيث يقول: «وبنى هذا المشهد تميم، المكنّى بأبي تراب الحافظي»[482] أقول: كان في آخر مدّة الفواطم. والحافظ المنسوب إليه تميم المذكور، كانت وفاته بعد الأربعين والخمسمائة، وقد بنى هذا المحلّ سنة ثلاث وسبعين ومائة وألف الأمير عبدالرحمن كتخدا، وهو مشهد مقصود بالزيارة، له مولد كلّ سنة. ويقول الشيخ الأجهوري حول مجيء السيدة رقيّة إلى مصر: إنّ السيدة رقيّة لمّا جاءت من المدينة، اعترضها شخص من خصوم أبيها وأراد قتلها، فوقفت يده في الهواء وسقط ميّتاً[483]. ولكن هذا يخالف ما ذكره صاحب كتاب «العدل الشاهد في تحقيق المشاهد» نقلاً عن كتاب الشيخ محمد الصبّان «إسعاف الراغبين في سيرة المصطفى وأهل بيته الطاهرين» حيث يقول: وأمّا السيدة رقيّة رضي الله عنها فإنّها ماتت قبل البلوغ، ومحلّها بعد السيدة سكينة بشيء يسير. وواضح في المصادر إذاً الاختلاف على السيدة رقيّة.