ودخلت هي وسكينة عليه، فقال هشام لفاطمة: صفي لنا يا بنت حسين ولدك من ابن عمك، وصفي لنا ولدك من ابن عمنا. فبدأت بولد الحسن، فقالت: أمّا عبدالله فسيّدنا وشريفنا، والمطاع فينا. وأمّا الحسن فلساننا ومدرهنا[461]، وأمّا إبراهيم فأشبه الناس برسول الله (صلى الله عليه وآله) شمائل وتقلّعاً ولوناً، وكان رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذا مشى تقلّع، فلا تكاد عقباه تقعان بالأرض[462]. وأمّا اللذان من ابن عمكم، فإنّ محمداً جمالنا الذي نباهي به، والقاسم عارضتنا التي نتمتّع بها، وأشبه الناس بأبي العاص بن أُمية عارضةً ونفساً! فقال: والله لقد أحسنت صفاتهم يا ابنة حسين، ثم وثب، فجبذت سكينة بنت الحسين بردائه، وقالت: والله يا أحول، لقد أصبحت تتهكّم بنا، أما والله ما أبرزنا لك إلاّ يوم الطفّ. قال: أنت امرأة كثيرة الشرّ[463]. وأعطت فاطمة بنت حسين ولدها من حسن بن حسن مورثها من حسن بن حسن، وأعطت ولدها من عبدالله بن عمرو مورثها من عبدالله بن عمرو، فوجد ولدها من حسن بن حسن في أنفسهم من ذلك; لأنّ ما ورثت من عبدالله بن عمرو أكثر، فقالت لهم: يا بني، إنّي كرهت أن يرى أحدكم شيئاً من مال أبيه بيد أخيه فيجد في نفسه، فلذلك فعلت ذلك[464].