وَلاَ تَفْرَحُوا بِمَا آتَاكُمْ وَاللَّهُ لاَ يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَال فَخُور) ]الحديد: 22، 23[. فقرأ يزيد عليه قوله تعالى: (وَمَا أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَة فَبَِما كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَن كَثِير) ]الشورى: 30[. ثم جهّزه، وأعطاه مالاً، وسرّحه إلى المدينة[459]. وفي رواية أخرى قال علي بن الحسين: أما والله لو رآنا رسول الله (صلى الله عليه وآله) مغلولين لأحبّ أن يحلّنا من الغلّ. قال يزيد: صدقت، فحلّوهم من الغلّ. قال: ولو وقفنا بين يدي رسول الله (صلى الله عليه وآله) على بُعد لأحبّ أن يقرّبنا. قال: صدقت، فقرّبوهم، فجعلت فاطمة وسكينة تتطاولان ليريا رأس أبيهما، وجعل يزيد يتطاول في مجلسه ليستر عنهما رأس أبيهما، ثم أمر بهم فجهِّزوا، وأصلح إليهم، وأُخرجوا إلى المدينة[460]. وفاطمة بنت الحسين دخلت مع قواعد قومها على هشام بن عبدالملك ـ قدمته المدينة ـ فقال للأبرش الكلبي: كان عندي البارحة قواعد قومي، فما كان فيهنّ أخفر ولا أحيا من فاطمة بنت الحسين، وأُمّها أُم إسحاق بنت طلحة، وكانت قبله عند الحسن بن علي، فولدت له طلحة. فلمّا حضرت حسناً الوفاة قال لأخيه حسين: يا أخي، لا تخرجن أم إسحاق من دوركم، فخلف على أُم إسحاق الحسين بن علي بن أبي طالب. مواقف عطرة من سيرة فاطمة بنت الحسين وعاشت فاطمة بنت الحسين حتّى زوّجت ابنتها رقية من هشام بن عبدالملك،