دراسات عن هذا الضريح، وصفوا فيها مكانه وتطوّره عبر الزمان. فقد أشار إليه علي باشا مبارك في خططه، فقال: إنّه أُقيم بحي الخليفة عن شمال الذاهب إلى القرافة الصغرى.. وكان في بدايته زاوية صغيرة، ثم أُلحق بالضريح مسجد أقامه الأمير عبدالرحمن كتخدا عام 1174 م، ثم أجرى فيه عباس باشا عمارة، وله ثلاثة أبواب غير الميضأة، اثنان على الشارع، مكتوب على وجه أحدهما: حرم به بنت الحسين مورّخ *** بسكينة تصب المواهب كلّها وعلى وجهه الآخر: ذا مسجد يا آل طه مؤرّخ *** شمس هدىً بنت الحسين سكينة والثالث: الباب المقبول في الجهة القبلية، ويفتح على درب الأكراد، مكتوب: لك مظهر بنت الحسين مؤرّخ *** لج ههنا التابوت فيه سكينة وهذا المسجد تقام فيه الشعائر، ويشتمل على ستة أعمدة من الرخام، ومنبر من الخشب النقي، ودكّة، وفيه خلوتان، يسكنهما الخَدَمة، ومدفن قديم لصاحب البحر وأخيه صاحب النهر الحنفيَّيْن المشهورَيْن. وبجوار القبّة شبّاك مطلّ على ضريح السيدة سكينة رضي الله عنها، وهو ضريح مجلّل بالبهاء والنور، عليه تابوت من الخشب من داخل مقصورة كبيرة من النحاس الأصفر متقن الصنع، من إنشاء المرحوم عباس باشا. ويحيط بذلك قبّة جميلة مرتفعة، بها أربعة أعمدة من الرخام، وإيوان صغير يجلس عليه القرّاء في ليالي الحضرة، وبأسفلها إزار من خشب ارتفاعه نحو متر، وبأعلاها نقوش، وعلى وجه بابها: «رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت، إنّه حميد مجيد» وحضرتها كلّ ليلة خميس، ولها مولد كلّ سنة قبل مولد السيدة نفيسة رضي الله عنها[444].