وصف المقبرة على الرغم من أنّ بعض الرواة والمؤرّخين قد شكّكوا في إقامة السيدة سكينة بالحجاز، ومع ذلك هناك فريق آخر من هؤلاء الرواة والمؤرّخين من الذين أكّدوا إقامتها بمصر، حين قدمت مع عمّتها السيدة زينب بعد معركة كربلاء، وظلّت تعيش في دار بالقرب من دار عمّتها السيدة زينب حتّى توفّيت ودُفنت بها; وبالتالي أُقيم في هذه الدار ضريحها الموجود حالياً بالمسجد الذي يحمل اسمها. وممّا قيل في هذا السياق.. إنّها من بعد وصولها إلى مصر في عام 61 هـ خطبها الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان أمير مصر، وبينما هي في طريقها إلى مصر بلغها بغي الأصبغ وفجوره، فأقسمت ألاّ تكون زوجةً له، فاستجاب الله لدعائها.. فلم تصل إلى مصر حتّى كان الأصبغ قد مات. ويشكّك الشيخ محمد عثمان في كتابه «في البيت النبوي».. في هذه الرواية.. بل وفي علاقتها بالأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان من أصله.. فيقول عن ذلك مستنداً على ما جاء في كتاب «النجوم الزاهرة» من أنّ الأصبغ المذكور، لم يل إمارة مصر إلاّ نيابةً عن والدها في مدّة وجيزة من سنة75 هـ ، قضاها والده بدمشق عند أخيه عبدالملك بن مروان الخليفة الأموي الخامس، فيعلم من ذلك أنّ الأصبغ لم يمت سنة إحدى وستين، وأنّه لم يكن أميراً على مصر في تلك السنة، وأنّه في سنة إحدى وستين المذكورة تزوّج بالسيدة سكينة مصعب بن الزبير، وكان مقيماً بالمدينة المنوّرة، ثم أسندت إليه إمارتها سنة خمس وستين هجرية[442].