أي جمتها ـ قصّتها ـ تصفيفاً لم ير أحسن منه حتّى ضُرب بها المثل، فقيل «جمّة سكينة» و«طرّة سكينة»[440]! وذلك يقتضي قضاء بعض الوقت في تصفيف شعرها لتجعل منه طرّةً جميلة، يستحسنها كلّ من يراها. وردّاً على ذلك ذكر الشيخ محمد عثمان في أحد كتبه: أنّ هذه القول يناقض قول الحسين للمثنّى ـ ابن أخيه الحسن السبط ـ حينما جاء ليخطبها، فقال له عمه: إنّ سكينة مستغرقة في الله، تصوم النهار وتقوم الليل، فهي لا تصلح لرجل..[441] وزوّجه أختها السيدة فاطمة النبوية. كذلك قالوا عن السيدة سكينة: إنّ الشعراء يجتمعون في دارها.. وقد اجتمع لديها ذات يوم خمسة من فحول الشعراء، منهم: جرير بن عطية والفرزدق وآخرون، وقد عرضوا عليها أشعارهم، فكانت تعلّق على شعر كلٍّ منهم بما اقتنع به صاحبه، كما قدّمت لكلٍّ منهم ألف دينار! إلاّ جميل بثينة فأعطته ثلاثة آلاف دينار!