المعركة، سيقت السيدة سكينة مع السبايا والأسرى إلى دمشق، وذلك مع كلّ آل البيت. وبعد فترة إقامتها بدمشق سمح لها يزيد بن معاوية أن ترجع إلى المدينة المنوّرة في صحبة عمّتها السيدة زينب.. وهناك أقامت مع أُمّها الرباب حتّى توفّيت، فأقامت السيدة سكينة مع أخيها زين العابدين حتّى تزوّجت. وقد اختلف الرواة والمؤرّخون في عدد أزواج هذه السيدة الطاهرة، فقيل: إنّها تزوّجت اثنين، وقيل: واحداً. على أنّ جمهور الروايات تجمع على أنّهم ثلاثة، وهم: مصعب بن الزبير، ثم عبدالله بن عثمان بن عفان، ثم يزيد بن عثمان بن عفّان، وقال ابن خلّكان: إنّها تزوّجت من الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان[439]. وإذا كانت السيدة سكينة قد عاصرت مقتل والدها الإمام الحسين في معركة كربلاء، فكذلك عاصرت مصرع زوجها مصعب بن الزبير الذي تولّى إمارة المدينة عام65 هـ من قبل أخيه عبدالله بن الزبير بن العوّام.. فبعد أن رُزق مصعب بابنته من زوجته السيدة سكينة استشهد بالعراق في عام 72 هـ ضدّ جيش عبدالله بن مروانالقادم من الشام. وبعد رحيل زوجها لازمت السيدة سكينة طاعة الله بالصيام نهاراً وقيام الليل، والبرّ بالمساكين والفقراء، حتّى اختارها الله إلى جواره في اليوم الخامس من شهر ريبع الأول عام 117 هـ عن عمر يناهز السبعين عاماً. صفاتها وعلمها أجمع المؤرّخون وكتّاب سيرة أهل البيت رضوان الله عليهم أنّ السيدة سكينة ابنة الإمام الحسين رضي الله عنهما كانت كلّما كبرت في سنّها من بعد مولدها، كلّما كانت تزداد تأدّباً مع نفسها ومع الآخرين، ثم مع الله.. هذا الأمر جعلها قد اشتهرت