لأنّ نفوس أهلها وأُسرتها كانت تسكن إليها من فرط فرحها ومرحها وحيويتها. كما قيل عن سبب ذلك أيضاً: ما لاح منها وهي طفلة من أمارات الهدوء والسكينة، وقد غلب هذا اللقب على اسمها الحقيقي: آمنة[436]. نشأت السيدة سكينة وتربّت في أحضان والدتها الرباب، بإشراف والدها الإمام الحسين (رضي الله عنه) بالمدينة[437].. فسلكت طريق الصلاح والتقوى.. وكان الإمام الحسين (رضي الله عنه)يحبّ فتاته سكينة، كما كان يحبّ أُمّها رباب حبّاً جمّاً، وروي عنه أنّه لمّا رأى الأهل يلاحظون عليه ذلك أنشدهم هذا الشعر: لعمرك إنّني لأحبّ داراً *** تحلّ بها سكينة والرباب أُحبّهما وأبذل فوق جهدي *** وليس لعاذل عندي عتاب ولست لهم وإن عتبوا مطيعاً *** حياتي أو يغيّبني التراب[438] وبدأت شخصية السيدة سكينة تظهر حين كانت تعيش في مكّة.. ولمّا بلغت الثالثة عشرة من عمرها أصبحت قبلة الأنظار لحسنها، وظرف حديثها، وأناقتها، وسحرها، حتّى صارت مثلاً يحتذى. على أنّ مرحها وأناقتها لم تلهها عن التعبّد الذي كان يصل إلى حدّ الاستغراق. وقد شهدت السيدة سكينة معركة كربلاء في عام 60 هـ ، عندما خرجت مع والدها الإمام الحسين لملاقاة جيش يزيد بن معاوية، وعندما قُتل الإمام الحسين في هذه