ويؤكّد هذا قول الحسين للحسن المثنّى ـ ابن أخيه الحسن ـ الذي ذهب إليه خاطباً واحدةً من بناته: ـ اخترت لك ابنتي فاطمة، فهي أكثر ابنتي شبهاً بأُمي فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وإنّها لذات دين وجمال... أمّا سكينة، فغالب عليها الاستغراق مع الله، فلا تصلح لرجل[425]. * عودة إلى المشهد * سكينة في المدينة عام 61 هـ بعد المذبحة بقليل في إطار عمّتها زينب العائدة; لتواصل حمل راية الحسين: راوية وشاهدة، وفاضحة لحكم الفحشاء والمنكر والبغي، حتّى يضجّ منها والي يزيد، ويصدر عليها الحكم بالنفي من المدينة بتُهمة «تهييج الخواطر، وإشاعة الغضب، والحض على الثورة!» فترحل زينب إلى مصر في شعبان 61 هـ ، بعد ثمانية أشهر من المذبحة. * تبقى سكينة مع أُمّها الرباب التي لا تبقى طويلاً بالمدينة، بعد رحيل زينب; إذ يقتلها الحزن والقهر، فتلحق بالحسين وابنها عبدالله، بعد عام من استشهادهما في محرم 62 هـ . * تسافر سكينة إلى عمّتها بمصر لتعود بعد شهور إلى المدينة مرّة أخرى، تبكي وفاة العمة في رجب 62 هـ . * سكينة في الخامسة عشرة في كنف أخيها السجاد: علي زين العابدين، وعام 62 هـ علامة في المدينة المنوّرة، فقد استباحها جنود يزيد ثلاثة أيام، قتلوا ونهبوا واغتصبوا الحرمات، كما شاء لهم شيطانهم، وبعدها ساروا إلى مكّة المكرّمة، فأحرقوا الكعبة المشرّفة بعد ضربها بالمجانيق! ولا يعود الجند إلى دمشق إلاّ بعد أن تأتيهم الأخبار بموت يزيد فجأة في 63 هـ .