وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) ]آل عمران: 178[. أمن العدل يا بن الطلقاء تخديرك بناتك وإماءك، وسوقك بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) كالأسارى، قد هتكت ستورهن!.. وتحدو بهنّ الأعادي من بلد إلى بلد.. ، يتشوّقهنّ القريب والبعيد... تنكث ثنايا أبي عبدالله بمخصرتك غير متأثّم ولا مستعظم؟!... أيزيد، والله ما فريت إلاّ في جلدك، ولا حززت إلاّ في لحمك، وسترد على رسول الله (صلى الله عليه وآله) برغمك... وستعلم أنت ومن بوّأك ومكّنك من رقاب المؤمنين، إذ كان الحكم ربّنا والخصم جدّنا، وجوارحك شاهدة عليك، أيّنا شرّ مكاناً وأضعف جنداً؟... فلئن اتّخذتنا في هذه الحياة مغنماً، لتجدنّنا عليك مغرماً، حين لا تجد إلاّ ما قدّمت يداك، تستصرخ بابن مرجانة ـ عبيدالله بن زياد ـ ويستصرخ بك، تتعاوى وأتباعك عند الميزان، وقد وجدت أفضل زاد تزوّدت به: قتل ذريّة محمد (صلى الله عليه وآله)[421]. تهدأ سكينة وتقف معتدلة شامخة جوار العمّة التي أنطقها الله «برغم الموت والضرّاء والحزن»، بكلّ ألسنة البلغاء الصادقين الأباة، من بيت النبوّة; لتظلّ كلماتها مأثورات، تستجمع قلوب المستضعفين في قوة، لمواجهة أعتى الظالمين والمستكبرين. ويتقدّم الفظّ بعد هذا كلّه ليلحّ على أخذ سكينة: ـ يا أمير المؤمنين، هب لي هذه الجارية! فيردّه يزيد في حنق: ـ اغرب، وهب الله لك حتفاً قاضياً! وتعود سكينة مع الركب الحزين، عائدين إلى مدينتهم، ناصرة الرسول (صلى الله عليه وآله) المدينة المنوّرة.