سكينة المفترى عليها[417] صافيناز كاظم * مشهد أول بنات رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأزواج أبنائه وأهل بيته، سافرات الوجوه، حاسرات الشعر، ممزّقات الثياب. يهجم الناهبون على خيامهنّ، بعد المذبحة، والتمثيل بالأشلاء التي كانت أقمار البيت النبوي. يسرق الناهبون كلّ شيء حتّى ثوب المرأة من فوق جسدها، والواحدة تصارع الناهب; لتبقى على نفسها القليل الذي يسترها. ناهب كربلائي يبكي ويده لا تكفّ عن الانتزاع والسرقة، وتسأله السيدة زينب: «لماذا تبكي؟» فيقول في قحّة وهو مسترسل في نحيبه وسرقته: إنّما أبكي لمصابكم أهل البيت! ومن الخارج يأتي صوت سنان بن أنس، الذي اجتزّ رأس الحسين، يغنّي فائزاً: أوقر ركابي فضّةً وذهبا *** إنّي قتلت السيّد المحجبا قتلتُ خير الناس أمّاً وأباً *** وخيرهم إذ ينسبون نسبا!