في أغانيه: أنّها ماتت وعلى المدينة خالد بن عبدالملك، فأرسلوا إليه فآذنوه بالجنازة، وذلك في أول النهار في حرّ شديد ـ فأرسل إليهم: لا تحدثوا حدثاً حتّى أجيء فأُصلّي عليها. فوضع النعش في موضع المصلّى على الجنائز، وجلسوا ينتظرون حتّى حان الظهر، فأرسلوا إليه، فقال: لا تحدثوا شيئاً حتّى أجيء! فجاءت صلاة العصر، ثم لم يزالوا ينتظرونه، كلّ ذلك يرسلون إليه، فلا يأذن لهم حتّى صلّيت العتمة ولم يجئ، ومكث الناس جلوساً حتّى غلبهم النعاس، فقاموا فأقبلوا يصلّون عليها جمعاً جمعاً وينصرفون. فلمّا صلّيت الصبح أرسل إليهم خالد: صلُّوا عليها وادفنوها! فصلّى عليها شيبة بن النطاح[415]. المشهد الموجود بالقاهرة يقول الشعراني: إنّ السيدة سكينة بنت الحسين هي التي بمصر، وقبرها بالقاهرة، بالقرب من السيدة نفيسة رضي الله عنها، ولكنّه قد قيل: إنّ السيدة سكينة توفِّيت بالمدينة المنوّرة ودُفنت بها، وهناك قول آخر، يقول: إنّها توفِّيت بمكّة يوم الخميس لخمس خلون من ربيع الأول سنة ستّ وعشرين ومائة. وإذن، فمن هي سُكينة التي يوجد مشهدها بالقاهرة؟ لقد أزال الإمام السخاوي في كتابه «تحفة الأحباب» هذا الإبهام، وحلّ هذا الإشكال، فقال: إنّ السيدة سكينة التي بمصر هي السيدة سكينة بنت الإمام علي زين العابدين ابن الحسين بن علي بن أبي طالب. وكان سبب قدومها إلى مصر أنّ الأصبغ بن عبدالعزيز بن مروان خطبها، وبعث بمهرها إلى المدينة، فحملها أخوها إلى مصر، فقالت له: والله لا كان لي بعلاً. فلمّا