الطعام، فلمّا ذهبوا أمر بإعادته، فجيء به وقد برد، قال لي: يا أشعب، هل إلى إسخان هذا الدجاج سبيل؟ فقلت له: أخبرني عن دجاجك هذا، أهو من آل فرعون! فهو يعرض على النار غدوّاً وعشياً؟[401]. كان من الطبيعي أن يفشل زواج كهذا، فهو غير متكافئ بين سليلة الكرم والجود والعطاء، التي لا تنظر إلى الدنيا بأسرها إلاّ على أنّها أحقر من جناج بعوضة، وبين ذلك الرجل الذي يأبى أن يشاركه في طعام وشراب ضيوف هو غير متكلّف لهم. ولقد كانت تعمل حساب ذلك قبل الزواج، فاشترطت عليه أن يطلق يدها في ماله وإلاّ كانت منه خليّة، فقبل ذلك. ولكن نفسه لم تسمح بالمال، وظلّ في تضييق حتّى تحوّلت الحياة معه إلى جحيم، وكان الطلاق.. ففارقته وهي غير آسفة. سكينة الأديبة حين نقرأ الأغاني وغيره من كتب الأدب نعثر على صفحات متعدّدة تتحدّث عن شخصية سكينة الأديبة، فهي شاعرة ناقدة، وهي قد تستقبل الشعراء لتحكم بينهم وتفاضل بين شعرهم[402].