فاضل ماجد، وتمّ الزواج الذي باركه أبو دهبل الجمحي الشاعر، بقوله: قضت وطراً من أهل مكّة ناقتي *** سوى أملي في الماجد ابن حزام تمطّت به بيضاء فرع نجيبة *** هجان وبعض الوالدات عزام جميل المحيّا من قريش كأنّه *** هلال بدا من سدفه وظلام فأكرم بنسل منك بين محمد *** وبين علي فاسمعنّ كلامي وبين حكيم والزبير فلن ترى *** له شبهاً في منجد وتهام[400] وأعقبت سكينة من هذا الزوج عدّة أولاد. وما كادت سكينة تنسى في ظلّ هذا الزواج أحزانها القديمة التي كانت تراودها بين الحين والحين، حتّى روِّعت مرّة أخرى بوفاة زوجها.. فعادت صفحة الحزن تغزو حياتها من جديد. وتعرّضت بعد ذلك سكينة لزيجة فاشلة من زيد بن عمرو العثماني.. والذي عرّض هذا الزواج للفشل هو بخل زيد الشديد الذي كان مثلاً يضرب في المدينة، وعليه كان يتندّر الناس لشدّة بخله. قال أشعب فيما يرويه أبو الفرج في أغانيه: خرج زيد حاجّاً وخرجت معه سكينة، ومعها خمسة أجمال محمّلة بأصناف الطعام، فكلّما بلغ الركب منزلاً أمرت السيدة سكينة بالطعام وأُعدّت الأطباق، فجاء بعض القوم يسلّمون على زيد، فتعلّل بوجع خاصرته فرفع الطعام. قال أشعب: ولبثنا حتّى انصرفوا ودخلنا، وقد هلكت جوعاً، فلم آكل ممّا اشتريته من السوق بمائة دينار أعطتني إيّاها السيدة سكينة، فلمّا كان الغد أصبحت وبي من الجوع ما الله به عليم، ودعا زيد بالطعام فأمر بإسخانه، وجاءته مشيخة قريش يسلّمون عليه، فلمّا رآهم اعتلّ بخاصرته، ودعا بالترياق والماء الحارّ، ورُفع