ولكن أغلب الروايات تشير إلى أنّ حياة السيدة سكينة الزوجية بدأت بمصعب بن الزبير[397]. جاء في عيون الأخبار: اجتمع أربعة رجال بفناء الكعبة، وهم: عبدالله بن عمر، ومصعب بن الزبير، وعبدالملك بن مروان، وعروة بن الزبير. فقال لهم مصعب: تمنّوا. فقالوا له: ابدأ أنت. فقال: أتمنّى ولاية العراق، والتزوّج من سكينة بنت الحسين وعائشة بنت طلحة. وتمنّى عروة الفقه وأن يُحمل عنه الحديث. وتمنّى عبدالملك الخلافة. وتمنّى عبدالله بن عمر الجنة! ومن الغريب أنّ كلّ واحد من هؤلاء تحقّقت له أُمنيته[398]. لقد قدم مصعب مهراً لسكينة قدره ألف ألف درهم، وأعطى أخاها علياً حين حملها إليه أربعين ألف دينار. وكانت سنّها حين زُفَّت إلى مصعب عشرين عاماً[399].. وكان مصعب أمير العراق من قبل أخيه عبدالله بن الزبير. وظلّت سكينة في بيت زوجها، تغالب أحزانها القديمة التي كانت تعاودها. إنّ مصرع أبيها وإخوتها وأبناء عمومتها يؤرقها، ويملأ حياتها حزناً، ولكنّ الزوجية لها حقوق وواجبات، وهي ذات دين وصلاح، ربّاها أبوها وأهل بيتها على وجوب معرفة حقوق الزوجية، فأصبحت تبدو وكأنّها قد نسيت أحزانها، وما نسيت، ولكنّها