الزهراء، أمّا سكينة فيغلب عليها الاستغراق مع الله فلا تصلح لرجل[395]. ويدلّ هذا على أنّ نشأتها كانت متّصلة بالدين اتّصالاً وثيقاً. واستشهد الحسين في موقعة كربلاء ولم تتزوّج سكينة بعد. وانطوت أيام من الحزن، فتقدّم مصعب بن الزبير فخطبها. وقد كان ينافسه في سبيل الظفر بها أخوه عروة بن الزبير، وعبدالله بن عمر، وعبدالملك بن مروان. لقد كان هذا الزواج بعد مصرع أبيها، وعودتها من رحلتها التي صاحبت فيها عمتها السيدة زينب إلى مصر. لقد عادت واستقرّ بها المقام مع أخيها السجّاد زين العابدين (رضي الله عنه)، وقد كانت عزفة عن هذا الزواج، بعد هذا الجرح الغائر في أعماقها بمصرع أبيها، ووفاة أُمها بعده بقليل. ولكنّ قومها أحاطوا بها، وألحّوا عليها في الزواج; إبقاءً على سلالة الحسين (رضي الله عنه)، فقبلت بعد إباء شديد. وبعض الرواة يقول: إنّها تزوّجت قبل مصعب بن الزبير، وأنّ الذي تزوّجها هو ابن عمها عبدالله بن الحسن.. ولكنّه قُتل عنها مع أبيها، وكان لم يدخل بها، ولكنّها رواية لا تنبعث الدلائل على رجحانها[396].