الذي يُقتل فيه، فضرب بيده فجاء بطينة حمراء، فأخذتها أُم سلمة فصرّتها في خمارها. قال: قال ثابت: بلغنا أنّها كربلاء. أخرجه الإمام أحمد[289]، وفي رواية البيهقي عن أبي الطفيل[290]، وقال في مجمع الزوائد: رواه الطبراني، وإسناده حسن[291]. وفي رواية أخرى: «أنّ جبريل(عليه السلام)أخبر الرسول المفدّى بأنّ الحسين يُقتل بشطّ الفرات»[292]. يموت معاوية دون أن ينجح في حمل الحسين على المبايعة أو سمّه هو الآخر، ويأتي يزيد ويأمر الوليد بن عتبة[293] واليه على المدينة بأخذ البيعة من الحسين، فيقول الحسين بحسم: «يا أمير، إنّا أهل بيت النبوّة، ومعدن الرسالة، بنا فتح الله وبنا ختم، ويزيد فاسق فاجر، شارب الخمر، وقاتل النفس المحرَّمة، معلن بالفسق والفجور، ومثلي لايبايع مثله!». ويوصي مروان بن الحكم الوليد بقتل الحسين، فيفزع الوليد: ويحك! أنت أشرت عليّ بذهاب ديني بدنياي، والله ما أحبّ أن أملك الدنيا بأسرها وأنّي قتلت حسيناً، سبحان الله! أأقتل حسيناً لما أنّه قال: لاأبايع؟! والله ما أظنّ أحداً يلقى الله بدم الحسين، إلاّ وهو خفيف الميزان، لاينظر الله إليه يوم القيامة، ولايزكّيه وله عذاب أليم[294].