فإذا فتحتموها فأحسنوا إلى أهلها، فإنّ لهم ذمّة ورحماً»، أو قال: «ذمّة وصهراً»[274]. وقد صحب السيّدة الكريمة في مجيئها إلى مصر بعض أهل البيت الكرام. وكان فيمن صحبها من أهل البيت النبوي الكريم ـ كما يروي البعض ـ : السيدة فاطمة ابنة مولانا الحسين، ومسجدها معروف بالقاهرة باسم مسجد السيدة فاطمة النبوية، وكذلك السيدة سكينة ابنة مولانا الإمام الحسين، ومسجدها معروف بالقاهرة كذلك باسمها، وبهذا قال محمد بن عبدالله بن جعفر بن محمد الصادق عن أبيه عن الحسن بن الحسن رضي الله عنهم جميعاً. وبالإسناد المرفوع الى علي بن محمد بن عبدالله، قال: لمّا دخلت مصر في سنة 145 هجرية، سمعت عسامة المعافري يقول: حدّثني عبدالملك بن سعيد الأنصاري، قال: حدّثني وهب بن سعيد الأوسي، عن عبدالله بن عبدالرحمن الأنصاري، قال: رأيت زينب بنت علي بعد قدومها بأيام، فوالله ما رأيت مثلها وجهاً، كأنّه شقّة قمر. وبالسند المرفوع إلى رقيّة بنت عامر الفهري، قالت: كنت في من استقبل زينب بنت علي لمّا قدمت مصر بعد المصيبة، فتقدّم إليها مسلمة بن مخلد الأنصاري وعبدالله بن الحارث وأبو عميرة المزني، فعزّاها مسلمة فبكى، فبكت وبكى الحاضرون، وقالت: (هذَا مَا وَعَدَ الرَّحْمنُ وَصَدَقَ الْمُرْسَلُونَ). وكان مسلمة بن مخلد والي مصر، قد توجّه ومعه جماعة من أصحابه، ورهط كبير من أعيان مصر وعلمائها ووجهائها وتجّارها; ليكونوا في شرف استقبال السيدة زينب رضي الله تعالى عنها عندما تطأ قدماها الشريفتان أرض الكنانة، فاستقبلوها جميعاً استقبالاً حافلاً يليق بمقامها الكريم، عند قرية على طريق مصر