فقبّله يزيد وضمّه إليه وقال: شنشنة أعرفها من أخزم، وهل تلد الحيّة إلاّ حيّة؟![267]و[268] ويروي أبو الديلم: أنّه لمّا جيء بعلي بن الحسين إلى دمشق فيمن جاء معهم، فأُقيم على درج دمشق، قام رجل من أهل الشام فقال: الحمد لله الذي قتلكم واستأصلكم، وقطع قرني الفتنة. فقال علي: «أقرأت القرآن؟». قال: نعم. قال: «أقرأت آل حم؟». قال: قرأت القرآن، ولم أقرأ آل حم. قال: «أما قرأت (قُل لاَأَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى)] الشورى: 23[؟» قال: وإنّكم لأنتم هم؟ قال: «نعم»[269]. * * * ولقد اطمأنّ يزيد بن معاوية على ملكه بعد ما حدث للإمام الحسين (رضي الله عنه)، واستتبّ له الأمر، فرضي عن اللعين عبيدالله بن زياد، وزاده ووصله، وسرّه منه ما فعل. إلاّ أنّ هذا لم يدم طويلاً، إذ كبر على الناس ما جرى للشهيد العظيم الإمام الحسين وأهل بيته وأنصاره، فكرهوا يزيد وحكمه، وأبغضوه ولعنه وسبّوه. ولمّا بلغه ما وصل إليه حال الناس ندم على قتل الإمام الحسين وصحبه رضي الله تعالى عنهم جميعاً، فصار يقول: