فلمّا دخلوا على يزيد، قال يحيى بن الحكم[247]: لهام بجنب الطفّ أدنى قرابة *** من ابن زياد العبد ذي الحَسب الوَغل سُميّة أمسى نسلها عدد الحصى *** وليس الآل المصطفى اليومَ من نَسل[248] وقيل: إنّه لمّا سمعت هند بنت عبدالله بن عامر بن كريز ـ وكانت تحت يزيد ـ ما دار من حديث زحر بن قيس وجماعته، ورأت بعينيها الرأس الشريف بين يديه، تقنّعت بثوبها وخرجت، وقالت: يا أمير المؤمنين، أرأس الحسين بن علي ابن فاطمة بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ قال: نعم، فأعولي عليه، وحدي على بنت رسول الله (صلى الله عليه وآله) وصريحة قريش، عجّل عليه ابن زياد فقتله، قتله الله! ثم أذن للناس فدخلوا عليه والرأس بين يديه، ومعه قضيب وهو ينكت به ثغره! ثم قال: إنّ هذا وإيّانا، كما قال الحُصين بن الحُمام: أبى قومنا أن ينصفونا نصفت *** قواضبُ[249] في أيماننا تقطر الدما يفلّقن هاماً[250] من رجال أعزَّة[251] *** علينا وهم كانوا أعقَّ وأظلما فقال له أبو برزة الأسلمي: ويحك، أتنكت بقضيبك في ثغر الحسين ابن فاطمة؟!