فردّ عليه قائلاً: أبشر يا أمير المؤمنين بفتح الله ونصره! ورد علينا الحسين بن علي في ثمانية عشر من أهل بيته، وستّين من شيعته[242]، فسرنا اليهم فسألناهم أن ينزلوا على حكم الأمير عبيدالله أو القتال، فاختاروا القتال، فعدونا عليهم من شروق الشمس، فأحطنا بهم من كلّ ناحية، حتّى إذا أخذت السيوف مأخذها من هام القوم جعلوا يهربون[243] الى غير وزر! فوالله ما كان إلاّ جزر جَزُور، أو نومة قائل، حتّى أتينا على آخرهم، فهاتيك أجسادهم مجرَّدة، وثيابهم مرمَّلة، وخدودهم معفَّرة، تصهرهم الشمس، وتسفي عليهم الريح، زوّاره العقبان والرخم بِقيِّ سبسب[244]. فدمعت عينا يزيد! وقال: كنت أرضى من طاغيتكم بدون قتل الحسين، لعن الله ابن سمية! أما والله لو أنّي صاحبه لعفوت عنه، فرحم الله الحسين![245]. ويروى أنّه لما ورد وفد أهل الكوفة بالرأس الشريف إلى الشام ودخلوا مسجد دمشق، أتاهم مروان بن الحكم فقال: حجبتم عن محمد (صلى الله عليه وآله) يوم القيامة، لن أجامعكم على أمر أبداً. ثم انصرف عنهم[246].