يرخّصوا لولاتهم في المعاقبة بالقتل، وكان سبيلهم أن يكون العقاب على يد الخليفة لا الوالي، فإنّ الترخيص بذلك جرّأ أمثال زياد و سمرة بن جندب و عبيدالله على الإكثار من القتل، لموجب و لغير موجب». رحلة إلى الشام أمر اللعين عبيدالله بن زياد، فأرسل رأس مولانا الإمام الحسين (رضي الله عنه) ورؤوس أصحابه، مع زحر بن قيس[241] ومعه جماعة إلى الشام حيث يزيد بن معاوية في مقرّ حكمه، كما أرسل النساء والصبيان من أهل البيت النبوي الكريم محمولين على أقتاب الجمال، وفيهم زين العابدين علي بن الحسين، مغلول اليدين والرقبة. فلمّا قربوا من دمشق دنت السيدة أم كلثوم رضي الله عنها من شمر بن ذي الجوشن وكان ضمن جماعة ابن زياد، وقالت له: لي حاجة! قال: ما هي؟ قالت: إذا دخلت البلد «دمشق»، فاحملنا في درب قليل النظارة، وتقدّم أن يخرجوا هذه الرؤوس من بين المحامل وينحونا عنها، فقد خُزينا من كثرة النظر إلينا ونحن في هذه الحال. ولكنّ اللعين شمر، أمر بعكس ما سألته السيدة أم كلثوم، بغياً وعدواً وعتوّاً على أهل البيت النبوي الكريم، وسلك بهم على تلك الصورة الدروب الواسعة، حتّى وصلوا باب دمشق حيث يكون السبي! ويقول ابن الأثير في كتاب الكامل في التاريخ: ولمّا بلغوا دمشق دخل زحر بن قيس على يزيد بن معاوية، فسأله قائلاً: ما وراءك؟