العابدين بقوله: (اللهُ يَتَوَفَّى الاَْنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا...)[234]. فيسأله ابن زياد عليه اللعنة في دهشة وغضب: أوَبك جرأة على جوابي، وفيك بقيّة للردّ؟ وصاح بغلمانه أن ينظروا هل أدرك[235]، إنّي لأحسبه رجلاً. فكشف عنه مري بن معاذ الأحمري، وقال: نعم، قد أدرك. قال: اقتله. فقال علي: من توكل بهذه النسوة؟ فتعلّقت العقيلة السيدة زينب رضي الله تعالى عنها بزين العابدين علي وقالت: يا بن زياد! حسبك من دمائنا ما ارتويت وسفكت، وهل أبقيت أحداً غير هذا؟ والله لا أُفارقه، فإن قتلته فاقتلني معه. وعندئذ قال علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما: اسكتي يا عمّة حتّى أُكلّمه. والتفت إلى اللعين ابن زياد وقال: أبالقتل تهدّدني؟ أما علمت أنّ القتل لنا عادة، وكرامتنا من الله الشهادة؟ فنظر ابن زياد إليه وإلى العقيلة الطاهرة عمّته ساعة، ثم قال: عجباً للرحم، والله إنّي لأظنّها ودّت لو أنّي قتلته أنّي قتلتها معه، دعوه مع نسائه فإنّي أراه لما به مشغولاً[236]. ثم نادى اللعين ابن زياد بالصلاة الجامعة، ونصر أمير المؤمنين! وأيّد حزبه، وقتل الكذّاب ابن الكذّاب الحسين بن علي وشيعته!![237]