وفي هذا الموقف الشجاع الجدير بالتسجيل، يقول الشيخ الجليل ابن نما الحلّي: يا أيّها المتشفّي في قتل أئمته *** قلبي من الوجد على مثل الحجر لا بلغتك الليالي ما تؤمّله *** منها وبل سداك المالح المقر قوم هم الدين والدنيا فمن *** قلاهم فمأواهم إذن سقر لهم نبي الهدى جدٌّ، وجدُّهم *** يوم المعاد بنصر الله ينتصر[233] أثار هذا النقاش الصريح بين العقيلة الطاهرة السيدة زينب رضي الله تعالى عنها وبين اللعين ابن زياد، غيرة زين العابدين علي بن الحسين رضي الله تعالى عنهما وعلى عمّته العقيلة، فانبرى صائحاً بابن زياد: إلى كم تهتك عمتي بين من يعرفها ومن لا يعرفها؟ فالتفت إليه ابن زياد وقال: من أنت؟ فردّ عليه في حزم وثبات: أنا علي بن الحسين. قال ابن زياد، أليس الله قتل علي بن الحسين؟ قال علي: كان لي أخ يسمّى علياً قتله الناس بأسيافهم. فردّ اللعين عليه: بل قتله الله. وهنا تتجلّى مرّة أخرى قوة إيمان أهل البيت وشجاعتهم، عندما ردّ زين