الحسين خمس سنوات في ظلّ النبوّة... كثيراً ما كان يحمله الرسول (صلى الله عليه وآله) على ظهره، وكثيراً ما كان وأخوه الأكبر الحسن يقفزان على ظهر الرسول الكريم (صلى الله عليه وآله)أثناء سجوده، فيطيل السجود حتّى ينزلا من على ظهره. وقد ولد الحسين في شهر شعبان من السنة الخامسة للهجرة على أرجح الأقوال، وسعد به الرسول (صلى الله عليه وآله). ويقول الرواة: إنّ السيدة أم الفضل بنت الحارث رأت في منامها أنّ في بيتها طرفاً من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فذهبت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) ليفسّر لها هذه الرؤيا، فقال لها: «... هو ذاك»...فولدت فاطمة حسيناً فأرضعته أم الفضل حتّى فُطم[194]. وقد أمر الرسول (صلى الله عليه وآله) بحلق رأس الحسين، وتصدّق بزنته فضة، وكثيراً ما كان الرسول (صلى الله عليه وآله) يضع يده الشريفة في فمه ليمتصّها... وكثيراً ما كان يغذّيه، وكان يخشى عليه هو وأخيه الحسن من الحسد، فكان يعوّذهما قائلاً: «أُعيذكما بكلمات الله التامّة من كلّ شيطان وهامة، ومن كلّ عين لامّة»[195]. وقد تربّى الحسين بن علي في ظلّ بيت النبوة، وتعلّم كيف يكون عليه دينه، وكيف يعامل الآخرين على ضوء تعاليم الإسلام، فشرب العلم من جدّه ومن أُمه فاطمة الزهراء، ومن والده.