من القديمة، حتّى تظهر شرفات الواجهة القديمة. وقد صُمِّمت هذه الواجهة بحيث جاءت آيةً في الدقّة والإبداع، وتتكوّن الواجهة من حائط تزخرفه سبعة عقود مدبّبة، يرتكز كلٌّ منها على عمودين من الرخام، ويحيط بهذه العقود شريط من الزخارف الجصّية البديعة، ويستعمل ثلاثة من هذه العقود كأبواب، أمّا الأربعة الباقية فهي نوافذ مملوءة بالرنز المخرّم، وكذا النصف العلوي من الأبواب، وتتدلّى من الحوائط المحصورة بين العقود مشكاوات بديعة التصميم، ويعلو كلٌّ منها دائرة من الزخارف الجصّية في توازن وتماثل محكم. وستقام مئذنة في الطرف الجنوبي الشرقي، مماثلة للمئذنة الموجودة في الطرف الجنوبي الغربي ومن نفس الطراز. كما صنع منبر جديد للمسجد من الخشب العزيزي والجوز التركي والزان، ويتكوّن من حشوات مجمَّعة ومطعَّمة بالصدف والعاج والأبنوس، وقد بلغت تكاليفه 1500 جنيه. ورصدت الوزارة كذلك مبلغ 50 ألف جنيه لإقامة دورة مياه جديدة تقع في الجهة البحرية من المسجد. وقد أهدت «طائفة البهرة» مقصورةً من الفضّة كتب عليها «بسم الله الرحمن الرحيم» ورُصِّعت بفصوص من الماس، وذلك سنة 1385 هـ/1965م. * * * القبّة: يقول الأستاذ «كرزويل» الذي قام بالكشف على المشهد من الناحية المعمارية: إنّ القبّة كلّها ترجع إلى منتصف القرن التاسع عشر فيما عدا الضريح الشريف، وهذا يؤيّد ما ذهب إليه «الجبرتي» و«علي باشا مبارك»، فقد ذكر: أنّ عبدالرحمان كتخدا أعاد بناء الضريح الشريف سنة 1175 هـ كما هو ثابت على العتب الرخامي ونصّه: مسجد للحسين أصل المعالي *** لا يضاهيه في البقاع علا فيه فضل الرحمن للعبد نادي *** زر وأرّخ لك الهنا والرضا