صنع سنة 1305 هـ في الطرف الجنوبي للجدار الشرقي للمسجد، وهي قاعة متّسعة الأرجاء، مفروشة بالسجّاد الدقيق الصنع، المستورد من إيران وتركيا، تضاء بالمصابيح والثريات البلورية النادرة، وقد كُسيت جدرانها بالرخام (المجزع) وبها محراب صغير، وسقفها من الخشب المنقوش، ونوافذها من الجصّ المخرَّم والمعشّق بالزجاج الملون. أمّا دولاب الآثار الشريفة فقد وضع في الجهة القبلية من القاعة، وهو عبارة عن فجوة كبيرة في الجدار، قوي ظهرها بقضبان من الحديد، وقد كُسِيت جدرانها وأرضيتها وسقفها بالجوخ[189] الأخضر، وفي سطحها لوح من الزجاج لتوضع فوقه باقي الأمانات، وقد عمل لهذه الفجوة باب من خشب الجوز المطعّم بالعاج والصدف والأبنوس، وكتب بأعلاه بأحرف من العاج: (إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَن تُؤَدُّوا الاَْمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا) ]النساء: 58[. وللقاعة الشريفة بابان: أحدهما إلى المسجد، والآخر يؤدّي إلى القبّة. وقد كتب على جدران الغرفة من الداخل على الرخام البسملة وسورة (أَلَمْ نَشْرَحْ) وبعد ذلك النصّ الآتي: «ذكر ما هو محفوظ بهذه الخزانة المباركة من آثار المصطفى (صلى الله عليه وآله)وآثار خلفائه رضي الله عنهم أجمعين. تشتمل هذه الخزانة من الآثار النبوية على قطعة من قميصه الشريف، ومكحلة ومرود، وقطعة من القضيب، وشعرتين من اللحية الشريفة. وبها أيضاً مصحفان كريمان بالخطّ الكوفي، أحدهما بخطّ سيدنا عثمان بن عفان (رضي الله عنه)، والآخر بخط سيدنا الإمام علي كرّم الله وجهه. ذكر ما تركه رسول الله (صلى الله عليه وآله)يوم وفاته ثوباً حَبِرَة وإزار عماني، وثوبان صحاريان، وقميص صحاري، وقميص سحولي، وسراويل، وجبّة يمنية، وخميصة، وكساء أبيض، وقلانس، وفدك، وثلث أرض وادي القرى، وسهم وخمس أرض خيبر، وحصته من أرض بني النضير».