من جريد وحمله أربعة رجال، وعلى جوانبه الأربعة أربعة عساكر من الفضة المطلية بالذهب، ومشت أمامه طائفة الرفاعية بطبولهم وأعلامهم وبين أيديهم المباخر...، حتّى وصلوا المشهد الشريف ووضعوا ذلك الستر على المقام»[186]. وأمّا الأمير عبدالرحمان كتخدا فقد قام بإصلاحات كثيرة، ففي سنة 1175 هـ أعاد بناء المسجد، وعمل به صهريجاً وحنفية بفسحة، وأضاف إليه إيوانين، كما رتّب لسدنته والقائمين عليه مرتّبات كثيرة ظلّ معمولاً بها حتّى سنة 1206 هـ ، حيث أصبحت أوقاف المسجد تحت نظارة السيد محمد أبي الأنوار الوفائي، فألحق بالمسجد ضرراً كبيراً. ويقول الجبرتي في ترجمة المذكور: «إنّ أبا الأنوار كان له دار بجوار المسجد، ولوجودها قبالة الميضأة والمراحيض كان يتضرّر من سكّانها، فعزم على إبطال دورة المياه من تلك الجهة، فاشترى داراً قبلي المسجد وأدخل فيها جانباً فيه بمقدار باكية، ورفعها درجةً; ليميّز الحديث من العتيق، وجعل به محراباً، وأنشأ فيما بقي من الدار الميضأة والمراحيض، وفتح لها باباً من داخل المسجد، وأبطل الدورة القديمة لانحراف مزاجه منها، وتأذيّه من رائحتها»[187]. وتحوّل عبور الناس إلى الميضأة الحديثة من المسجد، ولم تمض أيام قلائل حتّى أضرّت الروائح الكريهة بمن في المسجد من المصلّين والزائرين، وظهرت بالمسجد أقذار البلل من أرجل الأوباش لقربها منه، فغلظ الناس وشنوا القالة، ولم يحضر من أوقات الصلاة من أتراك خان الخليلي والتجّار أحد. ثم قاموا قومةً واحدةً وأغلقوا الباب، وأبطلوا تلك الميضأة والمراحيض الحديثة بالقوة، ومنعوا الناس من الدخول، وساعدهم المنصفون من أجناسهم، فاضطرّ أبو الأنوار ـ كما