وكان سبب الحريق كما يرويه المقريزي وأبو المحاسن: «أنّ أحد خزّان الشمع دخل ليأخذ شيئاً فسقطت منه شعلة، فوقف الأمير جمال الدين نائب الملك الصالح بنفسه حتّى طفئ». وقد قام بترميمه بعد هذا الحريق القاضي الفاضل عبدالرحيم البيساني ووسعه، وألحق به ساقية وميضأة، ووقف عليه أراضي خارج الحسينية قريب الخندق[185]. وفي العصر المملوكي سنة اثنتين وستين وستمائة، رفع إلى الملك الظاهر ركن الدين بيبرس قضية موضوعها: أنّ مسجداً على باب مشهد الحسين (رضي الله عنه) وإلى جانب مكان من حقوق القصر، بيع وحمل ثمنه للديوان وهو ستة آلاف درهم، فأمر السلطان بردّ الدراهم وأبقى الجميع للمسجد، فاتّسع نطاقه وزاد رونقاً وبهاءً بما صرفه عليه من تلك الأموال. وفي عهد الملك الناصر محمد بن قلاوون أمر بتوسيع المسجد، وذلك ببناء إيوان وبيوت للفقهاء العلوية، وكان ذلك عام أربعة وثمانين وستمائة. وفي العصر العثماني أمر السلطان سليمان خان بتوسيع المسجد، وذلك لمّا رآه من الإقبال العظيم من المصلّين والزائرين، كذلك عنى الوالي العثماني السيد محمد باشا الشريف الذي ولي مصر في سنة 1004 هـ إلى سنة 1006 هـ ، بترميم المشهد وإصلاح زخارفه، أمّا الأمير حسن كتخدا الجلفي فإنّه وسّع المشهد، وزاد في مساحته، وصنع له تابوتاً من أبنوس مطعَّم بالصدف والعاج، وجعل عليه ستراً من الحرير المزركش، نقله إليه في احتفال كبير. ويصف الجبرتي ذلك الاحتفال فيقول: «لمّا تمّموا صناعته، وضعوه على قفص