ثالثاً: رسالة سماحته جواباً على رسالة شيخ الأزهر السابقة، وصورتها: بسم الله الرحمن الرحيم حضرة صاحب الفضيلة الأستاذ الأكبر الشيخ محمد مصطفى المراغي شيخ الجامع الأزهر/القاهرة السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد، فقد تسلّمت كتابكم الكريم المؤرّخ 26 ذو الحجّة 1356، فلمحت لي بارقة الأمل في اُفق الوجود طليعة تحقيق الأماني التي يتطّلع عليها العالم الإسلامي. وإنّي وإن كنت أعلم أنَّ فكرة الوحدة الإسلامية من الأفكار التي تجول في عرق كلِّ عراقي، وأنّه ليس هناك أيِّ تردّد، بل إنّما هناك نفوس متوثّبة وهمم ماضية في تحقيقها وإظهارها إلى الوجود، ولكن لكشف الحقيقة عرضت رأيكم السامي على أعلام علماء الشيعة وأشراف النجف الأشرف، وتداولت مع علماء العاصمة وزعمائها وأشرافها، وكبار رجال الحكومة، ورؤوس أهل الحلّ والعقد في العراق من إخواننا أهل السنّة والشيعة، وربما قرأتم في الصحف العراقية كلماتي التي اقتنعت بها الجماهير المحتشدة في جامع السيّد سلطان علي ببغداد[50]من أعلام علماء أهل السنّة والشيعة، ورجال الحلّ والعقد، فكلُّ أعطاه حقّه من الترحيب، وأهَّله للبركة، وطلب المبادرة إلى الحركة. فالعراق بأجمعه خاضع لمفعول هذه الفكرة السامية في جوهرها، ولكن هل الأقطار الإسلامية الأخرى لهم علم بهذا الرأي، إذ يجب أن يمثّل في هذا المجلس جميع عناصر المسلمين؟ وإنّي أعتقد أنَّ الجمعيات الدينية في جميع الأقطار الإسلامية لا تعارض هذا المشروع، على أنّي أحذّر من العقبات السياسية، وما قد تُدلي به الحكومات الاستعمارية من النظريات السياسية والعراقيل في هذا المضمار.